الموضوع
الارتجاع المعدي المريئي هو اضطراب شائع ناتج عن ارتجاع حمض المعدة، مما قد يؤدي إلى تلف الغشاء المخاطي للمريء. ولكن ما هو ارتجاع المريء الصامت وما هي اهم اعراضه واسبابه وكيف يمكن علاجه؟
ما هو ارتجاع المريء الصامت
ارتجاع المريء الصامت (Silent reflux) أو الارتجاع الحنجري البلعومي هي حالة مرضية تنتج عن انتقال الحمض من المعدة إلى المريء وصولا إلى الحلق، مما قد يؤدي إلى تآكل أو تقرح المريء ولكن بدون ظهور اعراض ارتجاع المريء الشائعة. ولقد وجد الباحثون ان نسبة كبيرة من مرضى ارتجاع المريء ينتمون إلى هذا النوع.
الفرق بين الارتجاع الصامت والارتجاع المعدي المريئي
ولقد سمي الارتجاع الصامت بهذا الاسم، نظرا لأنه قد لا يتسبب في ظهور اعراض ارتجاع المريء الشائعة مثل حرقة المعدة وعسر الهضم. بينما في حالة الارتجاع الصامت قد تكون من أبرز اعراضه حدوث بحة في الصوت، وخاصة عند الاستيقاظ من النوم في الصباح، كنتيجة لتحرك الحمض إلى اعلى الحلق عند الاستلقاء.
أسباب الارتجاع الصامت
يمكن لأي شخص ان يصاب بارتجاع المريء الصامت، الا قد تؤدي بعض العوامل الصحية إلى احتمالية تعرض بعض الأشخاص إلى الإصابة بارتجاع المريء الصامت بشكل أكبر من غيرهم، ومن اهم تلك العوامل:
- فتق الحجاب الحاجز
- مشاكل في صمام المريء السفلي
- بطء تفريغ المعدة
كما اكتشف الباحثون ظهور اعراض ارتجاع المريء الصامت وارتفاع ضغط الدم بشكل متزامن. حيث يصبح مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين يتناولون الأدوية مثل حاصرات قنوات الكالسيوم، هم اكثر عرضة لخطر الاصابة بالارتجاع الصامت.
اما عن عوامل الخطر والمتعلقة بنمط الحياة، فمنها ما يلي:
- الافراط في تناول الطعام
- كثرة تناول الأطعمة الدهنية والحارة
- كثرة شرب المشروبات الغازية والمشروبات الكحولية
- عادة التدخين
- زيادة الوزن والمعاناة من السمنة
- ارتداء ملابس ضيقة حول البطن
- الاستلقاء بعد تناول الأكل مباشرة
كما يمكن ان يكون من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة أيضا أولئك الذين يستخدمون أصواتهم بشكل عال ومتكرر مثل المعلميين، والمغنيين. كما يمكن ان تتطور تلك الحالة أيضا أثناء الحمل.
اعراض ارتجاع المريء الصامت
قد يؤدي الإصابة بالارتجاع الصامت إلى ظهور بعض الاعراض مثل بحة الصوت، والسعال. وقد تطور الحالة عندما يعود حمض المعدة مرة أخرى عن طريق أنبوب الطعام لكي يصل إلى مؤخرة الحلق.
وتعتبر من أكثر اعراض ارتجاع المريء الصامت عند البالغين شيوعا ما يلي:
- بحة الصوت
- صعوبة البلع
- السعال
- صعوبة التنفس
- الشعور كما لو ان هناك شيئا ما عالق في الحلق
- الشعور بطعم مر في مؤخرة الحلق
- تسوس الأسنان وتغير لونها
- كما قد تتآكل المينا التي تحمي الاسنان مما قد يتسبب في هشاشة الأسنان
مضاعفات اعراض الارتجاع الصامت
في حالة اهمال علاج الارتجاع الصامت أو التأخر في علاجه، قد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات صحية مثل:
- حدوث تلف في الأحبال الصوتية
- اضطرابات في الرئة
- تفاقم الربو
- التهاب الرئة المتكرر
- التهاب الحلق المتكرر
- السعال المزمن
- الإصابة بسرطان الحنجرة (في بعض الحالات النادرة)
ارتجاع المريء الصامت عند الرضع
اما اعراض الارتجاع الصامت عند الرضع والأطفال، فقد تضمن ما يلي:
- السعال
- بحة الصوت
- التقيؤ
- زيادة الوزن
- مشاكل في النمو
- التهاب الحلق
- التهاب الأذن
- تحول البشرة إلى اللون الأزرق
- مواجهة صعوبات في التغذية
- سماع صوت التنفس بوضوح
لذا فأنه في حالة ظهور أي من الاعراض السابق ذكرها عند الرضع أو الأطفال، فأنه يجب استشارة الطبيب على الفور.
علاج ارتجاع المريء الصامت
يمكن علاج اعراض ارتجاع المريء الصامت عند البالغين عن طريق اتباع نظام غذائي صحي مع اخذ الأدوية والتي قد يصفها الطبيب من اجل العلاج مثل ما يلي:
- مضادات الحموضة: والتي قد تساعد على منع ارتداد الحمض إلى المريء.
- حاصرات H2: والتي تعتبر شكل من اشكال مضادات الهيستامين، خاصة إذا كان الشخص يعاني من السعال في ساعات الليل.
- مثبط مضخة البروتون: وفي حالة عدم فعالية مضادات الحموضة من الحالة، فقد يصف الطبيب مثبط مضخة البروتون مثل أوميبرازول والتي يتم استخدامها عادة لمدة قد تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع من اجل تقليل الحموضة.
علاج الارتجاع الصامت عند الأطفال
يعتبر الارتجاع هو حالة شائعة عند الأطفال حتى سن عام. ولا تحتاج تلك الحالة إلى تلقى علاج، إلا في حالة حدوث صعوبة التنفس أو صعوبة في الرضاعة. وهو الامر الذي سوف يحدده الطبيب المعالج مع تحديد النظام الغذائي والأدوية المناسبة لسن الطفل.
اما في حالات الارتجاع الشديدة فقد يصبح من الضروري تغذية الطفل بالأنبوب مع إمكانية لجوء الطبيب إلى اجراء جراحي في حالة عدم وجود علاج فعال للحالة.
النظام الغذائي لمرضى الارتجاع الصامت
اغلب حالات الارتجاع الصامت لا تحتاج إلى رعاية طبية، ويمكن علاجها فقط بتغير نمط الحياة. حيث يوصى عادة مرضى ارتجاع المريء الصامت بضرورة اتباع بعض التوصيات الغذائية مثل:
- شرب المزيد من السوائل مثل الماء وشاي الأعشاب.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على النعناع أو نكهة النعناع.
- تجنب تناول الأطعمة الدهنية والمقلية والأطعمة والمشروبات التي قد تزيد من الحموضة مثل الحمضيات، والمشروبات الغازية.
- مضغ الطعام جيدا مع تناول وجبات صغيرة.
- اتباع نظام غذائي خفيف منخفض الدهون وخالي من الأطعمة الحارة.
- تجنب ممارسة الرياضة بعد تناول الطعام على الأقل بساعتين.
- التخلص من السمنة والحفاظ على وزن صحي.
- تجنب تناول الطعام قبل الذهاب إلى النوم على الأقل بساعتين.
- اعمل على رفع الرأس والجزء العلوي من الجسم عند النوم أو الاستلقاء.
تعليقات
إرسال تعليق